عبد الحميد أيت بودلال مدافع رين الفرنسي يرد بقوة على الجماهير المغربية

رغم أن بعض الأصوات ما تزال أسيرة خطأ ارتُكب في نهائي كأس إفريقيا أمام جنوب إفريقيا، فإن المدافع المغربي الشاب عبد الحميد أيت بودلال مدافع رين الفرنسي يسير اليوم في مسار مختلف تمامًا، حيث إن اللاعب الذي وُضِع تحت المجهر ظلّ وفيًا لقانون واحد: العمل، ثم العمل، ثم إثبات الذات في الميدان.
وها هو اليوم لاعبًا رسميًا في نادي رين ضمن الدوري الفرنسي الليغ 1، إحدى أقوى البطولات الأوروبية، ويوقع ثالث مساهمة تهديفية له في آخر أربع مباريات، مؤكدا أن التطور ليس امتيازًا يُمنح، بل نتيجة مباشرة للانضباط والاجتهاد.

هذا المسار الصاعد يفضح مسافة كبيرة بين ما يعيشه اللاعبون داخل محيط احترافي، وما تفرضه بعض العقليات داخل المشهد الكروي الوطني. في كرة القدم، اللاعب الذي يجد مدربًا ومحيطًا يؤمن بقدراته ويتعامل معه بمنطق البناء، يحوّل الأخطاء إلى خبرة، والشكوك إلى قوة دفع.
و بينما في المقابل، ما تزال فئة من الجماهير تربط لاعبًا بخطأ واحد، وتصرّ على سحبه معها كلما حاول النهوض، بدل مواكبته في رحلة التطور.

ومن جهة أخرى فإن نادي رين الفرنسي لم يمنح لاعبه الرسمية بدافع المجاملة، بل لأنه يقدم أداءً مستقرًا ويبرهن في كل مباراة على نضجه التكتيكي وقدرته على التطور. النادي الفرنسي تبنّى رؤية واضحة: منح الوقت للاعب الشاب كي ينضج دون ضغوط زائدة، والاستثمار في قدراته التقنية والبدنية… والنتيجة تظهر اليوم بوضوح.

هذا النجاح ينسجم أيضًا مع رؤية الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي دافع لسنوات عن ضرورة الاستثمار في المواهب الشابة ومنحها الثقة الكاملة. الاختيارات التقنية التي يقوم بها ليست ابنة اللحظة، بل نابعة من قراءة دقيقة للمستقبل، واللاعب المذكور واحد من الأسماء التي آمنت بها الإدارة التقنية منذ البداية.

في نهاية المطاف، يطرح المدافع الواعد سؤالًا يستحق أن يُطرح على الجميع قبل المتخصصين: هل سنظل سجناء لحظة عابرة، أم سنرافق لاعبينا في مسار النضج الحقيقي الذي يتطلبه المستوى العالي؟ الجواب يأتي هذه المرة من فرنسا، من ملعب رين، ومن قدمَي لاعب اختار أن يترك الكلمة الأخيرة للأداء داخل المستطيل الأخضر.

koora live