يفرض لاعب خط الوسط الدولي المغربي سفيان أمرابط نفسه داخل ريال بيتيس الإسباني كإحدى أبرز علامات التألق. ورغم الإشادة الواسعة التي يحظى بها، فإن هذه العودة القوية تستحق قراءة نقدية هادئة تضعها في سياقها الكامل.
و يعيش أمرابط واحدًا من أفضل مواسمه من حيث الجاهزية الذهنية والثبات البدني، وفي المباراة الأخيرة، قدم متوسط الميدان المغربي أداءً يجمع بين القتالية والوعي التكتيكي والضغط العالي، في صورة تُعيد إلى الأذهان تلك النسخة المتوهجة التي ظهر بها مع فيورنتينا وفي مونديال قطر.
هذه النسخة أعادت فتح ملف المرحلة التي احتاجها اللاعب لاستعادة بريقه، ومسار الاختيارات الذي قاده إلى اللحظة الحالية.
وجاء اختيار أمرابط لريال بيتيس كخطوة تبدو منطقية داخل سياقها، خاصة مع وجود المدرب مانويل بيليغريني الذي يمتلك خبرة كبيرة في إعادة تأهيل اللاعبين وإعادة دمجهم داخل منظومة متوازنة.
وقد استفاد اللاعب من هذا الإطار التكتيكي الجاهز ومن الثقة التي وفرتها له المجموعة، ما أعاد طرح النقاش حول مدى قدرة أمرابط على صناعة الفارق خارج الظروف المثالية التي توفرها منظومة مستقرة.
ورغم أن أمرابط يصنّف اليوم ضمن أنجح تعاقدات بيتيس وأكثرها تأثيرًا، فإن هذا النجاح يظل مرتبطًا بقدرته على الحفاظ على النسق نفسه طوال الموسم. فمسيرة اللاعب تكشف عن لحظات توهج كبيرة تليها مراحل انخفاض مفاجئ في المستوى، ومع ضغط المباريات في الدوري الإسباني وتعدد رهانات ريال بيتيس، تصبح الاستمرارية الاختبار الحقيقي للنسخة الحالية من أمرابط.
في النهاية، يقدم سفيان أمرابط أداءً يليق بإمكاناته ويستحق عليه كل إشادة، غير أن التحدي الأكبر يظل في تحويل هذا التألق إلى مسار ثابت وطويل الأمد. داخل بيتيس، يملك اللاعب كل أدوات النجاح، ويملك أيضًا المسؤولية الكاملة لترسيخ هذه العودة كمرحلة جديدة مستقرة في مساره الاحترافي.